اتصالاقتصاد وأعمالتكنولوجياجازيملحق TIC

مساهمة:سلوك المستهلك الجزائري في مواجهة التجارة الالكترونية

نهى بن قويدر (*) 

قبل سنوات من الآن كانت فكرة استغلال الشبكة المعلوماتية العالمية من أجل ارسال واستقبال البيانات ضربا من الخيال العلمي، ولكن اليوم لا أحد يتخيل العيش من دون هاتفه الذكي وحاسوبه وأكثر من ذلك: بدون انترنت ! لقد غير هذا التقدم التكنولوجي حياتنا وعاداتنا الاستهلاكية.

وتسبب ميلاد منصات التجارة عبر الإنترنت في بروز العديد من النظم الإيكولوجية الديناميكية التي تمتد وفقا لدرجة رقمنة بلد ما، ولكن ماذا عن الجزائر والمستهلك الجزائري؟
وتكشف شركة جوميا، رائدة التجارة الإلكترونية في أفريقيا والجزائر، عن تحليل كمي للاتجاهات السلوكية المحلية.

ففي جانفي 2018 ، قدرت نسبة تغلغل الإنترنت بـ 50٪، أي بزيادة قدرها 17٪ منذ جانفي 2017 بالنسبة لعدد سكان يبلغ حوالي 42 مليون نسمة.

وأكثر فاكثر ازدادت الأعمال التجارية على في الظهور والتطور وتزايداغتنام الفرص الناتجة عن دمقرطة الهاتف الذكي والانترنت، وبعضها لا يلجأ حتى إلى إنشاء موقع، بل يكتفن بمحتوى ينشر عى الشبكات الاجتماعية مثل المطاعم ومنتجو الصابون الحرفي ومصففي الشعر … إلخ.

 في الواقع ، وفقا لـ The Hootsuit ، فإن معدل اختراق الشبكات الاجتماعية هو 46 ٪ ، مع أكثر من 21 مليون مستخدم نشط (متصل باستمرار)، وهذا الإدمان على الاتصال يترجم إلى رغبة في تبسيط المهام المضنية بما في ذلك البحث والشراء.

وصرح صوفيان بودري، مدير جومبيا الجزائر بالقول: “لقد رأينا أن الرجال كانوا أول من تبنى التكنولوجيات الجديدة ، والنساء كن أكثر ترددا ويستغلون الوقت لسبر مواقف أقاربهم ومحيطهم، ولطلك فالزيارات لموقعنا في 55 ٪ تتم طرف من الرجال، ويمثل الجنس اللطيف 45 ٪ “.

وتؤكد جويما أنها تتلقى أكثر من 1 مليون  و700 ألف زيارة في الشهر، وهو رقم يتزايد باستمرار، وهو موزع على النحو التالي: الفئة العمرية من 25-34 تولد أكبر عدد من الزيارات بنسبة 34٪ ، تليها الفئة العمرية 18-24 سنة بنسبة 28٪ ، ثم في المركز الثالثالفئة من 35-44 سنة بـ 16 ٪ ، أما فئة 45-54 سنة من العمر تحتل المرتبة الرابعة بنسبة 13 ٪، وأخيرا متصفحو الأنترنت الذين يفوق سنهم 54 عاما والتي تمثل 9 ٪.

تسهيل الحياة اليومية

إذا كان المستهلك الجزائري يفضل طلب هاتفه وأجهزته الإلكترونية عبر الإنترنت، فإن المستهلكة الجزائرية تفضل طلب المنتجات المتعلقة بالرفاهية، والعتاد المنزلي والملابس.

ووفق منصة جوميا فإنه بالنسبة لمجريات المناسبات الخاصة، يستعد المستهلك الجزائري بشكل مسبق، وبالنسبة لرمضان على سبيل المثال، يتم التعبير عن طلب قوي للأثاث الجديد والأواني الفخارية والأدوات الصغيرة … إلخ.

ويضيف بودري”اليوم ، مع ضيق الوقت، يطمح المستهلك لتحسين وقته بالتسوق عبر الإنترنت، ولتلبية هذه الحاجة، تطلق جوميا عروض ترويجية مثل “ايام الفرض” مع مجموعة مختارة مخصصة لهذا الشهر الكريم مع خيارات التوصيل المجانية، والتي تمتد عادة من 15 مارس إلى 25 “.

ومع نسبة تعلم بـ 80 المائة واستخدام الانترنت الذي صار يتوسع اكثر فأكثر، فإن عدد المستهلكين الذين يستخدمون التكنولوجيا يبقى منخفضا مقارنةً بالإمكانات المتاحة، حيث وعلى سبيل المثال، 6٪ فقط من يقوم السكان بعمليات الشراء عبر الإنترنت، وعلى الرغم من أن 50٪ منهم لديهم حساب بنكي، فإن 6٪ فقط لديهم بطاقة ائتمان.

وصرح المستهلكون الذين تم استجوابهم من كطرف جوميا الجزائر، بنسبة مائة بالمائة بانهمن يستخدمون الإنترنت للبحث عن فرض شراءقبل القيام بالعملية، ويفضلون الطلبات عبر الإنترنت لتوفير الوقت.

كما كشفت الدراسة أن المتسوقين عبر الإنترنت هم محترفون وعادة لا يسمح لهم القوت بالسفر، حيث تقول هذه الفئة إنهم مستعدون لدفع المزيد مقابل التوصيل للمنازل.

ان المستهلك الجزائري يدرك القوة التي يمارسها على مقدمي خدماته، ويعتمد أكثر فأكثر على التكنولوجيات الجديدة لتسهيل حياته اليومية.

وقد أدت عملية الرقمنة التدريجية للجزائر إلى العديد من التطورات مثل دمقرطة (تعميم) الإنترنت والهاتف الذكي بأسعار أقل وأقل، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى ظهور عادات جديدة بما في ذلك التسوق عبر الإنترنت.

(*) مديرة العلاقات العامة لدى جويما الجزائر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى