اتصالتكنولوجياجازيملحق TIC

مصير الأمم صار مرتبطا بالرقمية

بقلم فريد فارح

لقد صار من الضروري اليوم رفع كافة العراقيل التي تقف بقوة أمام مشروع تعميم تطبيق التقنيات الرقمية في الحياة اليومية للمواطنين الجزائريين وخصوصا حالة الشعور بالقلق أكثر أمام جمود السلطات فيما يخص  حكامة الانترنت.

وبالاعتماد على الرقمية لتسريع عملية خلق أنظمة المعلومات المتعددة الوظائف، فالبلاد يمكن أن تساهم في تطور كبير في المجال الثقافي والعلمي على أعلى مستوى بالنسبة لمواطنيها.

ولننظر إلى الولايات المتحدة على سبيل المثال، فالأمريكان كانوا أول من نشر الانترنت وجعلوا القطاعات الاقتصادية تستفيد من القفزات التكنولوجية والرقمية، بل واستفادوا منها على نطاق واسع.

وتحول هذا البلد إلى رائد عالمي في مجال التعليم عن بعد، وأول أمة لي في العالم التي طورت السيارات الذاتية بفضل غوغل.

وأكثر من هذا فالأمريكان بعد تفجر فضيحة العميل ادوارد سنودن، دفعوا دول بقية العالم على غرار روسيا والصين والدول الأوروبية إلى قبول النسخة الأمريكية للإدارة فيما يخص مشاركة حكامة الانترنت.

وعكس الولايات المتحدة التي اخترعت بروتوكول الانترنت الخاص بها IP، لم تقم أوروبا بخوض ثورتها فيما يخص استخدام الانترنت رغم أن الشخص الذي ربط تكنولوجيا الرقمية بالنت لاختراع الواب كان انجليزيا.

وأسباب هذا التأخر الأوربي متعددة لكن غياب حكامة الانترنت هي السبب الرئيسي.

واليوم بات واضحا أن الإدارة الأمريكية ومن خلال رغبتها في فرض رؤيتها ونسختها لمشاركة حكامة الانترنت فهمي تسعى لإعادة تنظيم الاقتصاد العالمي لصالح العولمة.

وصار إذن مستقبل حكامة الانترنت مرهونا بالنظر إلى كون الأمم الكبرى ستتعارك من اجل منع الأفكار المحافظة التقليدية من كبح استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال.

وسيكون مشروع  الكل متصل بمثابة المعركة القادمة للإدارة الأمريكية. وهذا المشروع من المنتظر أن يخلط النظام السيوسيو اقتصادي للدول.

وقدرت دراسة حديثة لشركة ايريكسون عدد الأشياء المتصلة في العالم بنحو 8.4 مليار وسيصل العدد إلى 20.8 مليار في 2018، لتتجاوز بذلك العدد الكلي للحواسيب والتابلات والهواتف الذكية.

هذا الوضع سيضع مالكي التطبيقات في سلم القيم للاقتصاد الرقمي كرابحين حقيقيين من تعميم استعمال الرقمية عبر العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى