اتصالاقتصاد وأعمالتكنولوجياجازيملحق TIC

مع الجيل الخامس، المتعامل سيفقد رابطه التاريخي مع خدمة الهاتف

بقلم فريد فارح

بفضل القدرات الكبيرة لشبكاته، فإن الجيل الخامس بصدد اعطاء اشارات مستقبلية، وهذه التقنية ستجعلنا ننسى ان المتعاملين في الاتصالات السلكية واللاسلكية قد كانت عبارة عن شركات للهاتف النقال.

هذه التقنية الجديدة للنقال التي بالكاد خرجت من المراحل التجريبية مع اعتماد المعايير الرسمية الاولى لها خلال الشهر الماضي، ومن المنتظر أن يتم الشروع في أولى عمليات نشر هذه التقنية في عام 2019، أما النشر التجاري للخدمة فمتوقع بداية سنة 2020.

وإضافة للسرعة الفائقة جدا للاتصال بالانترنت ووقت الانتظار الضعيف جدا، فالجيل الخامس قادر على تسيير متزامن لعديد الهواتف النقالة دون احداث تشبع في الشبكة.

ولا داعي إذن للقلق من تشبع شبكة الجيل الخامس ومعنى هذا ان التقنيين يمكن ان يسحبوا جزءا من الاتصال أكثر مما هو عليه الحال اليوم، اضافة لكون زمن الانتظار القصير جدا يسمح بإجراء عمليات حوسبة وفي الوقت الحقيقي بفضل ادوات ووسائل تشتغل في نظام التخزين السحابي “كلاود”، وهو ما من شأنه أن يقدم دفعة قوية لبرمجيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المرافقة، على غرار السيارات الذاتية والأنظمة التي تعمل بخاصية التحكم الصوتي والروبوت.

ولذلك فإن السيارة الذاتية تعتبر المثال الأحسن، وستتيح تقنية الجيل الخامس لهذا النوع من السيارات من تبادل مستمر وبكميات هائلة للبيانات مع شبكة الكلاود، وتقوم السيارة هنا بإرسال اخطارات وبشكل مستمر عن وضعيتها، كما تستعمل بيانات السيارات المجاورة لها من اجل تقييم افضل طريقة للتعامل مع موقف ما في لحظة ما.

وبذلك سيكون بمقدور المركبات التواصل مباشرة فيما بينهم من اجل المرور بانسيابية وفعالية كبيرة من خلال الاضواء المنظمة لحركة المرور.

وسيكون زمن الانتظار القصير جدا مفيدا جدا لتقنية الواقع الافتراضي الذي يعتمد حاليا على خوذات متصلة بحواسيب قوية للحصول على نتائج أفضل.

وستسمح هذه التقنية (الجيل الخامس) للمبدعين من التقاط فيديوهات 360  درجة على الميدان ومباشرة وبثهم للجمهور في الجوار بصفة آنية.

كما أن تكنولوجيات اخرة من المنتظر ان تتحسن بفضل تقنية الجيل الخامس على غرار  انترنت الأشياء والتطبيقات التي لم تصمم بعد والتي ستكون مفيدة وحيوية مستقبلا لملايين الأشخاص.

ومن المرجح ان تصح خدمة الجيل الخامس رابطا سيجمع ما بين التكنولوجيات في ميادين عدة على غرار الطب عن بعد والزراعة الذكية والأموال المشفرة، ما سيضع متعاملي الهاتف النقال في قلب الحضارة العالمية المعاصرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى