أراء وتحاليل

    من يهين العلماء في بلد الشهداء !

 أبوربيع الجزائري

تناولت بعض الجرائد المعربة منذ أيام خبر مفاده تحقيق قامت به مديرية الشؤون الدينية للعاصمة وبأمر من وزير الشؤون الدينية بخصوص منحة رمزية تمنح للشيخ الطاهر آيت علجت شيخ شيوخ الجزائر، وأفضى التحقيق حسب زعمهم إلى نزع المنحة من الشيخ آيت علجت؟
بالإضافة للغرابة التي يحملها مثل هذا الخبر وتناوله بهذا الشكل الإشهاري في حق أحد رموز علماء الجزائر وأحد شيوخها المالكية الصناديد، لم تتحرج بعض الدوائر الإعلامية في إلباس وزير الشؤون الدينية الدكتور محمد عيسى تهمة هذا الافتراء وهذا الإجراء.
وأمام صمت مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر والوزارة ومعالي السيد الوزير المتواجد في مهمة بالسعودية، واشتغال أو انشغال فضيلة الشيخ الطاهر آيت علجت بهمومه وأموره الشخصية وهو الشيخ الزاهد العابد الذي لم ينافح ويتطوع في سبيل الله من أجل انتظار منحة خرافية تأتيه من وزارة أو هيئة.

وأمام انتظار موقف الوزير محمد عيسى من هذه التسريبة الإعلامية التي يشم منحها رائحة كيد المكائد وتصيد الهفوات للعاملين والمشتغلين، نتساءل ببراءة هل الوزير الدكتور محمد عيسى الذي عرفناه مذ تقلد مسؤولية الوزارة والذي عرفناه قبل اشتغاله بالوزارة يكون تفكيره وتصرفه بهذا الشكل وهذا الإخراج السيئ إعلاميا ودعائيا؟
الدكتور محمد عيسى مذ عرفناه وزيرا لهذه الوزارة المليئة بالمطبات والملفات الشائكة، لم يتوان يوما في مساندة ومرافقة والمرافعة لأجل هوية دينية جزائرية وطنية أصيلة، لم يترك سيادة الوزير يوما مناسبة واجتماع ولقاء لقطاعه إلا ودعى فيه الدكتور محمد عيسى للالتفاف ميدانيا حول العلماء وجمهرة المشائخ الفضلاء, وهو الذي رفع اللثام عن العديد من الدسائس التي لا تزال تترصد الجزائر فكريا وعقديا، أليس من الغريب أن تكون السهام موجهة بهذا الشكل لمعالي الوزير لو لم يكن الوزير قد ضايق وحاصر الجهات النافذة العابثة بمرجعية الجزائر وهويتها الثقافية الدينية؟
أليس مستغرباً أن يصدر أمراً وزاريا من معالي الوزير ضد رمز من رموز الهوية الدينية الوطنية والتي ارتسمت في أذهان كافة الجزائريين في شخص العالم الزاهد فضيلة الشيخ الطاهر آيت علجت؟
إنه من السذاجة تصديق مثل هذه الترهات الإعلامية التي يتفنن فيها بعض المغرضون والناقمون والحاقدون على كل من يعمل في صدق وجد وإخلاص لهذا الوطن، وكم هو جميل ومبشر اهتمام الجزائريين لمكانة علماءها ومفكريها ورجالها الغيورين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى