بين الفكر والسياسة

”  هل الإسلام هو الحل… “؟

بقلم: نورالدين بوكروح

تُشابهُ مسيرةُ التاريخ حركةَ البحار، يتخلّلها المدُّ تارةً و الجزرُ تارةً أخرى. تقدّمٌ و تأخّر، انتصارٌ للحاضر ثم انتقامٌ للماضي… و نحنُ اليوم في قلب حركة جزر تَأَخّريّ يعيشها المسلمون، تَشهَدُ انتصارًا للظّلمات على النور، وعودةً لماض جاء ليُصفّي حسابهُ مع الحاضر.

عندما نعود بالزمن إلى الوراء و نَتَفَحَّصُ تاريخَ الإسلام، لن يكون أَوّلُ ما نُصادفَهُ هو سراج العلم  “العلمي” الذي يُضيءُ به فكرُ ابن خلدون، أو النورالأخلاقي والسياسي الذي أشعَّ من عمر ابن عبد العزيز و الخلفاء الراشدين. بل ستعترض طريقنا قبل ذلك سلسلة جبال الهيملايا الشاهقة التي رَفَعَها العلم القديم  و “سورُ الصين ” العظيم الذي شُيّدَ حَولَ منابع الإسلام الأصلية منذ الف سنة. لن نتمكّنَ من الوصول إلى منبع النور قبل أن نغرق في بحر الظلمات التي بفعل التقادم والتخلف وأثر الزمن صارت أشد سوادا و َحلَكة.

و بَعدَ أن وَضعَ الإسلام من بدايته إلى نهاية العصر الذهبي أُسُسَ فكرعلمي و تكنولوجي نيّر، فإنه غرقَ بعد ذلك في الظلامية و الانحطاط بعد أن أغلقت أبواب الاجتهاد فيه بإحكام. و أودُّ في هذا السياق أن أُلفتَ الانتباه إلى مصادفة غريبة بعض الشيء:  أبو موسى الأشعري الذي كان وال على البصرة و الكوفة (توفي سنة 66 هجرية) لعب دورا حاسما في انقلاب معاوية. أما أبو الحسن الأشعري (مؤسس “علم الكلام” و صاحب تفسير للقرآن، توفي سنة 325 هجرية) هو من أَسَّسَ لأول تيار فكري في الإسلام يُعارض الحرية في جميع المجالات، تيارٌ جبريٌّ مدّع للعلم، أدى مع مضي الوقت بطرق مختلفة إلى ظهور الشعوذة ثم الإسلاموية. يمكن القول بأن هذين اليمنيين لوحدهما قد تمكنا من إغراق الإسلام كاملا، الأول في المجال السياسي و الثاني في المجال الفكري.

و بعد أن بدأ الإسلام خلال عهد الخلفاء الأوائل بروح نوعا ما ديمقراطية، على الأقل استشارية، تحول بعد ربع قرن فقط بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم إلى نظام سياسي ملكي. رغم أن نظام المملكة الوراثية كان قبل ذلك غريبا عن مذهب الإسلام و تاريخ العرب على حدّ سواء. فهذا الأخير لم يعرف قبل الإسلام ملوكا يحكمون العرب جميعا، حيث كانت شبه جزيرة العرب ما يشبه “جمهوريةَ تجار” تتعايش داخلها قبائل و عائلات مختلفة، دون أن يَحكُمَها هيكلٌ موحدٌ أو سلطةٌ فوقية.

ورغم أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفرض النظام الملكي و لم يُعَيّن خليفةً له، و لم يستغل مَكانَتَهُ الدينية لإجبار المسلمين على خَيار مُعيّن، بل ترك الحرية لهم في اختيار ما يناسبهم و ما يتفقون عليه. إلا أنَّنا نجدُ عندما نتأمل في حصيلة تاريخهم أنَّ النموذجَ السياسيَ الوحيد الذي عرفه العرب المسلمون طوال تاريخهم هو الاستبداد بأشكاله  المتعددة ، و أن ما كان في البداية بدعةً أصبح هو السُّنَّةَ المتّبعة. ثم ذاب الاستبدادُ شيئا فشيئا في قالب المعتقدات الدينية حتى أصبح جزئا منها، و هو ما مَكَّنهُ من الصمود إلى يومنا هذا في الممالك التي تدعي الشرعية الدينية. الأغربُ في الأمر أن معاقلَ الاستبداد هذه كانت أوَّلَ من ساندَ الثورات العربية قَبلَ “الجمهوريات”، ليسَ لأنها تُحبُّ الديمقراطية أو تدافع عنها بل لأسباب جيوستراتيجية واضحة : فما الذي ستأتي به الإسلاموية التي صاحبَ ظُهورُها هذه الثورات عندما تَصلُ إلى السلطة، غيرَ الخلافة الإسلامية ؟

لقد قضى معاوية و نسخٌ أخرى منه عَجَّ بها تاريخ الإسلام بَعدَهُ على امتداد القرون و القارّات، على روح الديمقراطية والشورى السياسية ليتمكَّنوا من حُكم الأشخاص. بينما تَكَفَّلَ آباء الإسلاموية الأوائل من “العُلَماء”، بالقضاء على حرية الرأي والفكر والإبداع ليتمكنوا من حكم العقول والقلوب. لقد تعاونَ الاثنان مع بعض من أجل مصلحة مشتركة و متبادلة، و عملا اليدَ في اليد في تحالف مشبوه بين “قيصر” و “الله”، و بين السيف و المسجد. فالحكام المستبدون وجدوا ضالتهم في كون العلماء يساهمون في تنويم الجماهير، بينما استفاد العلماء في المقابل بأن أصبحوا “هيئةً نظامية” مهمة و قوية، و ركيزة أساسية في نظام الحكم. فصار كلاهما يضفي الشرعية على الآخر لأن مصلحتهما الموضوعية مشتركة و متضامنة. لقد تقاسموا الأدوار لبلوغ غاية واحدة و مشتركة هي الهيمنة السياسية و الفكرية على الشعوب، عبر إبعاد و تهميش الذين يفكرون و يكتبون، و إسكات النقد، و تقييد الحريات…

لم تصمد الروح الديمقراطية التي جاء بها الإسلام إلا ربع قرن أمام الروح القبلية العربية التي سبقت الرسالة المحمدية. فعرف العالم الإسلامي منذ ذلك الوقت سلسلة متواصلة من شتى أنواع الاستبداد الملكي أو الجمهوري. و بعدما جاء الإسلام مساندا للعلم والإبداع الفكري والتقني، لم يعرف المسلمون بعد “إطفاء الأنوار” في القرن الثاني عشر بفعل تيار فكري حملَ فهمًا مختلفا للدين؛ و لم يشهدوا غير الاستسلام للأقدار والصوفية و الشعوذة و الوهابية و أخيرا إسلاموية الشارع و الإرهاب.

“العلماء” وُلدوا من رحم “العلوم الشرعية”، و الصوفيون من الاستسلام للقضاء و القدر، و الإسلاميون من الوهابية، في مسار تقهقر فكري أصبح ينتقل عبر الوراثة و الجينات عبر العصور، السيئ يلد الأسوأ و المتعصب يلد الإرهابي، و هكذا دواليك. الولادة هي استمرار لنا عبر أولادنا الذين نورثهم بعضا من ذاتنا ورصيدا من جيناتنا. وعندما نربيهم فإننا ننقل إليهم ما نحمله من النور أو الظلمات، و نلقنهم ما نحمله من الأفكار و ما ورثناه نحن أيضا من آبائنا و ما نمارسه في حياتنا اليومية. لم يكن التغيير وحرية الفكر والإبداع أبدا جزئا من برنامج دكتاتوريات الجهل و علماء الاستبداد الذين تداولوا على العالم الإسلامي منذ قرون، كما أن الصراع بين الأفكار المعاصرة و المحافظة لم يبدأ بالأمس بل سبق للمسلمين أن عاشوا ما يعيشونه اليوم عدة مرات طوال تاريخهم.

الأضواء الخافتة التي أشعلتها بعض العقول النيرة في العالم الإسلامي و أوربا خلال القرون الأخيرة الماضية لم تكن كافية لتنير كل هذه البقاع الشاسعة من العالم الأسلامي. مضينا من سيء لأسوأ مثل الإغريق الذين اختفوا عن التاريخ بعد أن زودوا العالم بالحصاد الأول للعقلانية و التفكيرالعلمي، دون أن يفهم أحد كيف جاءوا وكيف ذهبوا. آخر الأخبار تقول أنهم في مرحلة الإفلاس و يعيشون على الصدقات التي تجود بها القارة العجوز عليهم. و يفكرون في بيع البعض من جزرهم لعلها تكفي للخروج من الورطة… التاريخ فعلا لا يرحم.

انشقَّ العالمُ الإسلامي ابتداءً من القرن العاشر ميلادي إلى أقاليم سياسية عديدة ومختلفة. ولم تَعُد للخلافة العباسية سلطة على الفرس التي ظهرت بها خلافة الطاهريين ثم الصافريين، و لا في المغرب العربي أين برزت عدة سلالات حاكمة من الخوارج. حتى مصر استقلت أيضا بمجيء ابن تولون، قبل أن تصبح عاصمة لخلافة الفاطميين في عهد صلاح الدين، ثم يحكمها بعد ذلك المماليك من 1250 حتى مجيء العثمانيين في 1517. أمّا خلافة العباسيين فزالت تماما بغزوات المغول التي أدت ثاني حملاتها، و التي قادها تيمورلنك، إلى إنهاء الهيمنة العربية على الإسلام بصفة نهائية.

لم يوجد قبل ثورات الربيع العربي ما يمكنُ قولهُ عن البلدان العربية ، لأنه لم يحدُث فيها شيءٌ يُذكر منذ الحروب الإسرائيلية العربية التي تُوّجت جميعها بالهزيمة النكراء. فبابُ الجدال الفكري أُغلقَ منذ “المعتزلة”، و الساحة السياسية أغلقت منذ الاستقلال، و الشعوب لازالت منذ عصر “النهضة” تنتظرُ متى تَتَحوّلَ إلى بلدان متقدمة.

و حتى وقت قريب، كانت زاوية التحليل الفكري لظاهرة الإسلاموية لا تزال ضيقة و محدودة. فالتجربة الجزائرية لم تُحَرّك في وقتها تفكيرا عميقا في الموضوع، إذ كان العَالَمُ يَنظرُ إليها كحالة شاذة و فريدة من نوعها، و لم تظهر ضرورة استخلاص دروس منها تُعَمَّمُ على بلدان أخرى. إلا أن الزاوية اتسعت لاحقا لمّا برزت الأحزابُ الإسلامية بعد “ثورات الربيع العربي”، وفرضت نفسها كقوة سياسية رئيسية و تمكنت عبر الحركة الجماهيرية التي خلقتها من سحق التيارات الإيديولوجية الأخرى التي لم تعد تجرؤ على التفوه معها بكلمة. لم تتمكن النخبُ العربية من تجاوزحالة الذهول التي تَجَمَّدَت فيها من هول ما أصابها. و سيتطلب بروز أفكارجديدة وقتا طويلا، و انتشارها في المجتمعات وقتا أطول، لكن جميعنا معنيٌ بالأمر ومطالبٌ بالتفكير في إشكالية اليوم : الإسلاموية، و إشكالية الغد: ما بعد الإسلاموية.

الآن نشعر نحن الجزائريون بأننا لا نقف وحدنا أمام مرآة التاريخ. فعندما ننظرلهذه الأخيرة نرى في مكاننا التونسيين والمصريين، و تذكرنا من خلالهم وضعيات عرفناها قبلهم، و رأينا شعارات كنا نسمعها عندنا في الماضي. لكن هل يعني هذا أن التاريخ الجزائري أعاد نفسه في مناطق أخرى؟ لا، بل الذي حدث هو أن ظواهر أخرى مشابهة للتي لوحظت عندنا منذ ربع قرن برزت هنا و هناك في مختلف أصقاع المنطقة الثقافية العربية المسلمة، لأنها نبعت من هياكل ذهنية مشابهة لتلك المتواجدة عندنا، و لو لم نستطع بعدُ إيجاد تفسير مقنع للتوقيت المتفاوت الذي جاءت به الأحداث.

كما نجد أيضا أنفسنا نتساءل أين ذهب الآخرون: دعاة العقلانية والحداثة، الوطنيون و الثوريون، و ناشطوا العالم الثالث والتقدميون والاشتراكيون، الشيوعيون، البعثيون، الليبراليون، الديمقراطيون، الحركات النسوية و اللائكيون؟ أين اختفى هذا السراب الذي كان يُخَيَّلُ إلينا عندما ننظر إليه من بعيد في سنوات الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات؟ سراب هؤلاء الذين كانوا وقتها واثقين بأنهم تمكنوا من بناء ضمير وطني صلب، و من صقل إنسان جديد، و إقامة مؤسسات “لا تزول بزوال الرجال و الأحداث “. أين ذهبت “القاعدة الشعبية” التي كانت تؤمن بالتطور؟ أين ذهب التأثير المدني والوطني للمئات من الأفلام و الروايات و المسرحيات و المهرجانات الثقافية و دواوين الشعر و الأغاني المدعمة بريع النفط؟ أين هي المؤسسات التي لم تصمد أمام اقتراع حر واحد؟ أين اختفت “الطلائع التقدمية” التي كانت تعتقد أنها تَجُرُّ الجماهير الشعبية ورائها أفواجا أفواجا، بينما نرى اليوم أن الدواب كانت في واد و العربة في واد آخر؟

هذا العهد يذكرني بأول مقال نشرته على صفحات المجاهد اليومية في شهر نوفمبر 1970: “الإسلام و التقدمية”، في زمن كان فيه مُجَرَّدُ الربط بين المصطلحين يُصنّفُ في خانة “الرجعية” و “اللا ثورية”. اتُّهمتُ بسبب هذا المقال و مقالات أخرى نشرتها من بعده بالانتماء إلى “الإخوان المسلمين”، لكني أَوَدُّ اليومَ سؤالَ مُتَّهمي ذلكَ الوقت: ” كيف حال التقدمية يا إخواني الأعزاء؟”. اليوم أقول لهم أن التقدمية لو اعتَنَت بالجوانب الروحية و الثقافية للشعب في الماضي بدلَ الاهتمام بمصالح “طبقات اجتماعية” فقط ؛ و لوكان في إسلاموية اليوم شيء من التقدمية، بمعنى أوسع من ذلك الذي يعنيه المصطلح في التصور الماركسي، لما عرفت المجتمعات العربية الإسلامية ما تعرفه اليوم من أبارثيد (apartheid) فكري ينخر جسدها و يفرق صفوفها. ولكانت السياسة في مجتمعنا تمثل اليوم ما تمثله في الدول الديمقراطية و العقلانية : مجرد ميدان تَتَنافَسُ داخله أحسنُ البرامج و أكفئها لتسيير شؤون العامة.

اليوم نصل إلى الاستنتاج بأن التسرع في إقامة دولة وطنية تقليدا للبلدان العصرية، كانَ أسهل من البدء بإصلاح عميق للذهنيات، و من البناء على أسس صحيحة و واقعية بتأسيس تعليم منسجم و متوازن خال من الإيديولوجية، و تشجيع ثقافة مبنية على العقلانية والقيم. لكن الأنظمة “التقدمية” فضلت بدل ذلك المَضيَّ في سياسة مدح الجماهير الشعبية، من أجل إبقائها على شكل “غاشي” يقبل الاستبداد والتفكير الأحادي وتوريث السلطة. لكنها بذلك أهانتها وخدرتها وتلاعبت بمشاعرها الدينية وشجعت فيها الإسلاموية، تماما  كما كان الاستعمار في الماضي يُشجّعُ الشعوذة. و اعتقدت بذلك أنها سَتُبعدُ “الغاشي” عن الاهتمام بالسياسة و مراقبة تسيير الشؤون العامة، لكن أفعالها لم تلبث أن عادَت لتصفعها على وجهها كما يعود البومرانغ  (boomerang) إلى من رماه.

لقد أصبح الإسلام معضلة في بيته و في بيوت الآخرين على حدّ سواء، أينما تعيش جاليات مسلمة و هو ما يعني تقريبا العالم أجمع. كما أصبح مشكلا عويصا للأمن العالمي والدولي أيضا بسبب الإرهاب الذي ينشطُ باسمه. لن يَذهبَ المسلمونَ بعيدا ما لَم يُحدثوا تعديلات مهمة في طريقة تفكيرهم، و ما لم يُدخلوا تغييرات جذرية على مستوى تصرفاتهم سواء في ما بينهم أومع باقي أجناس وأديان العالم. لكن لمن يجب أن تعود المبادرة للشروع في هذه الإصلاحات؟ فالمسلمون من الفلاسفة والمؤرخين وخبراءعلوم الاجتماع أو تاريخ الديانات، لا يُعتَرَفُ بهم كأهل للحديث في مسائل الإسلام و شؤونه، و يمنع عليهم حتى الاقتراب منها. ضف إلى هذا أن المثقفين العصريين يخافون من “العلماء” و لا يجرءون على تحدّيهم بسبب ما يمارسه هؤلاء من تأثير وهيمنة على قلوب الناس وعقولهم. فأي فتوى يطلقها أحدهم قد تتحول سريعا إلى إهدار لدَم من يجرؤ على تجاوز “الخطوط الحمراء”. 

يبدو أن اختطاف دوّامة التخلف والتقهقر للعالم الإسلامي لا يُبَشّرُ بنهايته بَعدُ. فالثورات العربية لم تنفجر في الممالك أولا بل في الجمهوريات. والأغرب من ذلك أنَّ الممالك البالية كانت في آخر الأمر الرابحَ الأكبر في العملية : فما الذي يمكن أن يدفع بشعوبها للانتفاض عليها بما أن ما سينتظرها في آخر الأمر هو النظام الإسلاموي، وهو ما تعيش فيه دون ثورة ؟ وأكثر من ذلك، فأولئك الذين يبحثون عن إقامة “الخلافة” لا يحتاجون إلى الثورة لأن تحالف الملوك والعلماء يناسبهم، بينما يُفَضّلُ من لا يريدونها أن يعيشوا تحت أنظمة مستبدة بدل الوقوع في يد أنظمة إسلاموية جديدة تأتي بها الثورة.

إنه فعلا مسارُ تقهقر فريد من نوعه ويتحدى كل قوانين الطبيعة والعقل والعلم. فما يعيشه المسلمون اليوم هوالتفنيد الوحيد في التاريخ لنظرية قانون الانتقاء الطبيعي : ليس الأفضل هو من يتغلب على الأسوأ و يلغي بذلك وجودَه، و ليسَ دكتورُ الفيزياء النووية هو من يُعيدُ الإسلاميَّ الجاهلَ إلى الطريق المستقيم؛ بل الإرهابيُّ هو من يَجُرُّ معهُ العالم إلى طريق الجهل و القتل والهلاك.

الطرق التي ينبغي سلوكها للوصول إلى الحلول صعبةٌ لأنها تبقى مجهولة. إنّها مسالكٌ وعرةٌ و غير مُعبَّدَة، اتجاهاتٌ فكرية لم يَستَكشفها أحدٌ بعد. لم يتمكن أحدٌ إلى اليوم من التعرف على هذه الحلول: لا الإسلاميون يعرفونها و لا السياسيون و لا المثقفون العصريون. وفي غياب إصلاحات ضخمة وصعبة يجب أن تُدخَلَ عليه في العمق، فإن الإسلام يَتَوَجَّهُ نحوَ صعوبات جمّة و خطيرة. الأمثلة والسوابق لذلك عديدة، فصفوفه تزداد تفرُقا بين “مسلمين إسلاميين” و “مسلمين عاديين”، و أراضيه تتقسم في السودان و فلسطين والعراق و سوريا و اليمن، و دُوَلُهُ تضعفُ الواحدة تلو الأخرى…

ترجمة : بوكروح وليد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى