الجزائر

وثائق باناما: عبد السلام بوشوارب ضمن قائمة عالمية للشخصيات الفاسدة


* 11 مليون وثيقة مسربة تفضح رؤساء وملوك

نسرين لعراش

كشف تحقيق استقصائي أجرته 107 مؤسسة صحفية في 78 دولة حول العالم، تورط عدد كبير  من رؤساء وملوك العالم والمشاهير في جرائم التهرب الضريبي وفي قضايا فساد حول العالم بقيمة عشرات مليارات الدولارات.

ويضم التحقيق أكثر من 11.5 مليون وثيقة، أعطيت من قبل مصدر مجهول إلى الصحيفة الألمانية “زود دويتشي تسايتونج”، والتي شاركتها مع الائتلاف الدولي للصحفيين الاستقصائيين.

ومن بين السياسيين الفاسدين الذين يخفون ثروتهم أشار التحقيق إلى وزير الصناعة والمناجم الجزائري عبد السلام بوشوراب الذي ذكر في التحقيق بصفته وزيرا للصناعة والمناجم في الحكومة الجزائرية ممن هربوا ثروات من بلدانهم الأصلية لإخفائها في ملاذات ضريبية أمنة في دولة باناما.

وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوراب، يملك في باناما شركة وهمية تحمل تسمية “رويال اريفال كورب” (Royal Arrival Corp) وهي شركة لإدارة حساب في البنك السويسري NBAD Private BANK SA، ويتم تسيير هذه الشركة من طرف شركة أخرى مقرها في لوكسومبورغ يملكها عبد السلام بوشوارب، وهي مؤسسة الدارسات والاستشارة.

وتنشط شركة عبد السلام بوشوراب في مجالات التمثيل التجاري والشحن البحري والمفاوضات التجارية والأشغال العمومية والنقل البحري والنقل السككي في كل من تركيا والمملكة المتحدة والجزائر.

ويظهر على وثائق الشركة عنوان عبد السلام بوشوراب، بحيدرة بالجزائر العاصمة، وحالته المدنية متزوج، ومهنته الحالية وزير صناعة ومناجم.

وتم تسريب هذه الوثائق جميعها من مكتب المحاماة البنمي “موساك فونسيكا” الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عاما والذي بحسب هيئة الإذاعة البريطانية لم يواجه طيلة هذه العقود الأربعة أي مشكلة مع القضاء.

وإلى غاية الآن لم يصدر وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوراب، أي تعليق على الفضيحة.

وأوضح “الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين”، ومقره واشنطن، أن الوثائق تحتوي على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة عابرة للبحار (offshore) في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم، وأضاف الاتحاد أن هذه الوثائق حصلت عليها أولا صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية قبل أن يتولى هو توزيعها على 370 صحافيا من 78 بلدا من أجل التحقيق فيها في عمل مضن استمر حوالي عام كامل.

وأطلق على الوثائق المسربة اسم “أوراق بنما” نسبة إلى شركة المحاماة البنمية التي تم تسريبها منها.

وأعلنت الحكومة البنمية الأحد أنها “ستتعاون بشكل وثيق” مع القضاء إذا ما تم فتح تحقيق قضائي استنادا إلى الوثائق المسربة.

ومن ضمن رؤساء الدول المتورطين الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري، رئيس وزراء آيسلندا سيغموندر دافيد غونلاوغسون، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان، والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، كما تضمنت القائمة رؤساء سابقين مثل رئيس وزراء جورجيا السابق بيدزينا إيفانيشفيلي، رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء أوكرانيا السابق بافلو لازارينكو.

كما تم اتهام أقارب ومعارف عدد من الرؤساء، مثل زوجة وأبناء وأخت الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، إبنة رئيس الوزراء الصيني السابق لي بينغ، أخت الملك الاسباني المتنحي خوان كارلوس الأول، وأصدقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى ست أعضاء في مجلس اللوردات البريطاني وثلاثة أعضاء سابقين في مجلس العموم البريطاني من حزب المحافظين البريطاني.

وتضمنت القائمة شخصيات بارزة من عالم كرة القدم  ومنهم ميشال بلاتيني ولاعب برشلونة ليونيل ميسي.

وندد مكتب المحاماة بعملية التسريب التي طالته، معتبرا إياها “جريمة” و”هجوما” يستهدف بنما. وقال رئيس المكتب ومؤسسه رامون فونسيكا مورا: “هذه جريمة، هذه جناية”، مؤكدا أن “الخصوصية هي حق أساسي من حقوق الإنسان تتآكل أكثر فأكثر في عالمنا اليوم. كل شخص لديه الحق في الخصوصية سواء أكان ملكا أم متسولا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى