اقتصاد وأعمالملحق الصحة

250 ألف مصاب مهددون ببتر أرجلهم بسبب القدم السكري

عبد الوهاب بوكروح

كشف، اليوم الاثنين 13 نوفمبر، بالعاصمة الجزائر، مختصون في أمراض السكري والغدد وجراحون عامون ومختصون في الجراحة الخاصة بالتكفل بقرحة القدم السكري، أن أزيد من ربع مليون جزائري مصاب بالسكري مهددون ببتر أطرافهم السفلى نتيجة التكفل غير السليم بالمرض في المراحل الأولى من إصابة الأطراف السفلى بقرحة السكري من قبل المستشفيات والمراكز الصحية، والجهل الشديد بطرق وأساليب التعامل مع قرحة القدم من طرف المصابين، ورفض وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، اعتماد العلاج البيوتكنولوجي للقرحة المكتشف حديثا، على الرغم من نتائجه الأكيدة على مستوى العالم.

وحذّر المختصون خلال الملتقى الوطني حول القدم السكري، الذي عقد الاثنين 13نوفمبر، في الجزائر بمناسبة اليوم العالمي للسكري، من الارتفاع الخطير جدا لحالات قرحة القدم للمصابين بالسكري بالجزائر والتكلفة العالية جدا للتكفل بالمرضى من طرف نظام الضمان الاجتماعي والكلفة الاقتصادية العالية التي يتحملها المجتمع في حال وصل المرض إلى مرحلة البتر، مؤكدين أن هذه الحالة الطبية التي تتعرض فيها القدم لمجموعة من الأضرار في تركيبها أو وظيفتها نتيجة الإصابة بمرض السكر، تهدد أزيد من ربع مليون مصاب بالسكري في الجزائر نتيجة الجهل بأساليب الوقاية من هذه المرحلة الحساسة من الإصابة بالسكري، ومحدودية التكفل بعلاج قرحة القدم السكري على مستوى المنظومة الصحية الوطنية، سواء على مستوى المستشفيات أو على مستوى المراكز الصحية الأولية، حيث يتم بتر الأطراف السفلى لـ1500 مصاب سنويا على الرغم من وجود نتائج باهرة حققتها عيادة إبن النفيس التابعة لمخبر “لادفارما” وهي الأولى على المستوى الوطني في التكفل بالقدر السكري، والتي تمكنت من تحقيق 92% من حالات الشفاء من بين 600 مصاب يقول الدكتور يحي نايلي من مخبر لادفارما، والذي يعتبر رقم قياسي في المجال بحسب تصريحات المتحدث.

وأوضح المختصون أن مشكلة القدم السكري ليست مرضا محددا بعينه، وإنما هو أحوال مرضية متعددة يصاحبها ظهور بعض الأعراض المرضية في القدم كالتورم والقروح والجروح نتيجة خلل فى الأعصاب الطرفية، أو قصور الدورة الدموية أو بعض الالتهابات الجرثومية، وفي حال عدم اكتشافها في المرحلة الأولى أو تجاهلها لسبب من الأسباب من طرف المريض فستكون النتيجة خيمة، وسيكون المصاب معرضا لبتر أطرافه السفلى في أزيد من 60 % من الحالات التي تصل إلى المستشفيات على المستوى الوطني، على الرغم من النتائج الكارثية التي يسببها بتر الأطراف السفلى على المستوى الاجتماعي والاقتصادي بالنسبة للمريض ولعائلته وعلى ميزانية الدولة، على الرغم من وجود بدائل أقل تكلفة من البتر وهي استعمال التقنيات العلاجية الجديدة.

ويكلف التكفل بالمريض المصاب بقرحة القدم السكري، والذي يصل إلى مرحلة بتر أطرافه، في المتوسط 900 مليون سنتيم، وهو ما يدفع المستشفيات الجزائرية إلى التخلي عن التكفل بالمصاب على الرغم من وجود علاجات غير مكلفة حديثة وذات جدوى حقيقية، ومنها دواء “هيبير بروت” الطبيعي الذي اكتشفه علماء من كوبا، والذي أعطى نتائج خيالية وصلت إلى درجة الشفاء التام لقرحة القدم السكري، فضلا عن تكلفة العلاج المنخفضة جدا بالمقارنة مع العلاج التقليدي.

تبلغ كلفة البتر لمريض القدم السكري في المرحلة الأولى 1950 دولار أمريكي، فيما تقفز إلى 27000 درلار بعد التعقيدات وبلوغ المرحلة الرابعة، ما يجعل الكلفة الاجمالية للتكفل والخسارة الاقتصادية خارج كل تقدير.

ويسمح عقار “هيبير بروت” بمعالجة قروح القدم المزمنة الناتجة عن ارتفاع مستوى السكر في الدم، والتي قد تؤدي إلى بتر القدم، كما يحفز العقار الجديد إعادة الاندمال بتشكل النسيج الظاهري من تقرحات القدم، ويقلل فترة الشفاء وبالتالي يقلل من مخاطر بتر القدم، وعلى الرغم من نتائجه الأكيدة ترفض المنظومة الصحية الجزائرية، تسجيله كدواء قابل للتعويض، وهو ما يحد من طرحه على مستوى الصيدليات وبيعه مباشرة للمصابين بقرحة القدم السكري.

يذكر أن الأرقام الخاصة بالسكري في الجزائر تشير إلى وجود 7 إلى 8 %  من الفئات العمرية فوق 30 سنة ما يجعل عدد المصابين بالسكري في حدود 2.5 مليون مصاب 90% منهم من النوع الثاني.

وينتهي 15إلى 25% من المصابين بالقدم السكري إلى البتر في نهاية المطاف والذي يودي بحياة 1/6 منهم بعد 5 سنوات من البتر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى